كلنا متفقون على المشاركة في غرس الأشجار، فهي فرصة للخروج إلى الهواء الطلق الجبال أو في المناطق شبه الحضرية أو حتى في الغابة!
ومن هنا نطرح السؤال : كم عدد حملات التشجير التي تُنظم كل عام في بلادنا ؟ وما نسبة نجاحها؟
الإجابة سهلة نسبيًا في إطار أنشطتنا الجمعوي
تنظم جمعية تربة تبرعات في كل عام، و كل شخص يقدم ما يستطيع لعملية الغرس، سواء 200 دج ، أو 2000 دج أو أكثر، حسب إمكانيات كل واحد
سعر الشتلة الواحدة يتراوح بين 200 و400 دج في السوق، وذلك حسب نوع الشجرة سواء كانت غابية أو مثمرة، ومدى مقاومتها وعمرها (6 أشهر أو سنة واحدة) إلخ… ما لا يعرفه الكثير هو أن هذا الميزانية بعيدة كل البعد أن تكون كافية إذا أردنا أن تنجح العملية بنسبة تقارب 100%
من المعلوم أن تزداد فرصة نجاح عملية الغرس إذا تم الري خلال موسميي الصيف . يجب أن تتم عملية الري كل 15 يومًا على الأقل، بكمية تتراوح بين 20 و30 لترًا لكل شجيرة، وذلك من شهر جوان إلى سبتمبر من كل عام. احسبوا التكلفة إذا كان عليكم شراء الماء (3000 لتر) التي لا تكفي إلا لري 100 شجرة فقط (يكلف الشراء حسب الأماكن حوالي 1500 إلى 2000 دج، حسب المسافة) سيكلف ذلك 16000 دج على الأقل لري 100 شجرة خلال شهور الصيف الأربعة.
من ناحية أخرى، علينا أن نأخذ بعين الاعتبار الأعمال العدوانية (من البشر أو الحيوانات) إذا تم الغرس في الطبيعة، يجب أن نعلم أن الأغنام والماعز (وحتى الأبقار أو الحيوانات البرية أحيانًا) قد تمر وتأكل الأوراق الخضراء . لذلك، يُوصى بشدة بالاستثمار في سياج بلاستيكي بارتفاع 1.5 متر، لحماية الشتلة لمدة لا تقل عن عام واحد أو أكثر، حتى تكتسب ارتفاعًا وقوة. وتصل التكلفة إلى 14,000 دج لكل 100 شجرة.
في النهاية، من الناحية المالية، لا يكفي تمويل شراء الشتلات فقط، بل يجب ضمان كل اللوجستيات المرتبطة بالعملية، بميزانية تتراوح بين 50,000 و80,000 دج سنويًا لكل 100 شجرة مغروسة، وإلا ستكون النتيجة التي نعرفها غالبًا بنسبة نجاح تبلغ 10% فقط أو أقل. من الأفضل عدم الغرس في هذه الحالة، فهي أموال وطاقات تُنزف بلا جدوى.